Home

حريق محطة الدواجن الصينية المميت يسلط الضوء على الحاجة إلى النقابات العمالية المستقلة

07.06.13 Editorial
نسخة للطباعة

شعر الـIUF بالحزن لكنه لم يفاجأ في وفاة 120 عامل عندما اجتاحت النيران كامل أرجاء محطة دواجن باويوانفنج في شمال شرق الصين يوم 2 يونيو. عندما اندلع الحريق كان هناك 350 عاملا محاصرين في منشأة تجهيز الدواجن ولم يكن هناك إلا مخرج واحد ضيق. أفاد العمال أن المصنع أبقى الأبواب مغلقة ولم يكن هناك أي تحذير أو تدريب حول مخاطر أماكن العمل مثل الأمونيا التي يعتقد أنها قد بدأت شرارة الحريق. سابقا تمت الاشادة في المصنع من قبل الحكومة الصينية وذلك بسبب 'النهج المبتكر' الذي يقوم به في عملية تجهيز الدواجن، وجرى الاعتراف بالشركة على أنها من "أفضل 100" شركة زراعية فى مقاطعة جيلين.

وأشار تقرير وسائل الاعلام الرسمية الصينية الآن إلى أن المسؤولين قد خلصوا إلى أن ظروف العمل كانت مزدحمة جدا، كما أن طرق النجاة من الحريق وكذلك الإجراءات كانت ضعيفة وأيضا عمليات التفتيش كانت دون المستوى المطلوب.

لماذا تم التساهل مع هذا الوضع الخطير؟

ركزت معظم التقارير على العلاقة الحميمة ما بين مسئولي الدولة الفاسدين وبين رجال الأعمال على حساب العمال وسلامة المنتجات والتدهور البيئي. لكن المسؤولين في الدولة وأصحاب العمل سوف يتساهلوا بشأن أماكن العمل الخطرة طالما أن العمال ليسوا أحرارا في تكوين تنظيم جماعي من أجل السلامة في مكان العمل. السبب الجذري لحريق باويوانفنج والمآسي الأخرى التي تحدث في أماكن العمل يكمن في إنكار حقوق العمال في تشكيل نقابات عمالية مستقلة، والتي ستكون وسيلتهم الوحيدة  من أجل ممارسة حقوق الإنسان في مكان العمل.

ردا على انهيار مصنع الملابس في رانا بلازا، أعلنت حكومة بنغلاديش اجراء تغييرات على قانون العمل والتي من شأنها ولأول مرة تمكين العمال من تأسيس نقابات دون موافقة صاحب العمل. بقى علينا أن نرى مدى القوه التي سيتم بها تطبيق وحماية هذا الحق. ونحن بالطبع لا نتوقع أي تحرك مماثل من قبل الحكومة الصينية: لذلك فإن اتحاد نقابات عمال الصين ACFTU والذي ترعاه الدولة سيبقى يشاهد عن بعد استمرار حرمان العمال من حقهم في تنظيم نقابات مستقلة عن إرادة أصحاب العمل والحكومة. ما لم يقم العمال الصينيين بتأمين هذا الحق وحتى ذلك اليوم، سوف تستمر المآسي في أماكن العمل.

عمال الدواجن عالميا يعانون من عواقب المعارضة الشرسة من قبل أصحاب العمل. وهذه الصناعة قد ابتليت في تدني الأجور، وخطوط الانتاج السريعة، وارتفاع معدلات الإجهاد المتكررة والإصابات الأخرى والاستغلال الشديد للقوى العاملة الضعيفة التي غالبا ما تعتمد اعتمادا كبيرا على العمال المهاجرين. ينبغي للمستهلكين الذين يشعرون بالقلق إزاء جودة وسلامة المنتج أن يتطلعوا إلى معالجة هذه الأوضاع من خلال دعم الجهود الرامية إلى بناء نقابات قوية ومستقلة مخولة بالتفاوض وفرض معايير صارمة للسلامة.