Home

أسبانيا: اتحادى عمال أسبانيا ينظمان معا حملة من أجل حقوق أعضائهما داخل شركة مفلسة للأغذية

29.03.11 News
نسخة للطباعة

تحت شعار «دفاعا عن التشغيل ومواقع العمل داخل شركة نيوفا روماسا» نظم أكثر من ثلاثة آلاف عامل مسيرة فى مدريد يوم 12 مارس 2011 فى تظاهرة دعا إليها كلا الاتحادين لا سيما نقابتى الأغذية الزراعية بسبب الموقف الراهن فى شركة نيوفا روماسا من عدم سداد الأجور وتعريض الوظائف للخطر وعدم وضوح المستقبل داخل مجموعة الشركات التى تم وضع بعها على شفا الإفلاس والبعض الآخر تعرض بالفعل للإفلاس حيث بدأت إجراءات الاستغناء عن العمالة الزائدة مثلما يحدث حاليا داخل شركة كليسا لمنتجات الألبان وشركة ريون للأيس كريم، وشركة نيوفاروماسا عبارة عن تكتل اقتصادى مملوك لأسرة واحدة ولها أسهم وممتلكات فى صناعة الأغذية وتصنيع البراندى والنبيذ وتجارة التجزئة والفنادق وفى نادى لكرة القدم بالقسم الثانى للدورى الأسبانى.

وخلال السنوات الأخيرة نجحت الشركة فى حيازة العديد من الشركات عن طريق استراتيجية نمو تعتمد على شراء الشركات المعروضة للبيع بأسعار زهيدة للغاية وحدث ذلك خلال عام 2007 عندما قامت بشراء شركة كليسا للألبان من شركة بارمالات وتضمنت هذه الصفقة سبع مصانع وألف ومائتى عامل وكافة العلامات التجارية للشركة وهى (كليسا - كاكاولات - ريالكاو - ليتونا - روين - لا ليفانتينا).

ويتعايش فى الوقت الراهن عمال شركة كليسا مع عدم الاستقرار الذى خبروه خلال عامى 2003، 2004 عند انهيار شركة بارمالات غير أن نيوفاروماسا حذت حذو بارمالات عندما أصدرت سندات دون دعمها ماليا بل وطالبت الشركة أيضا بأصول لم تكن تمتلكها فى يوم من الأيام كضمان لهذه السندات المصدرة فى شهر فبراير 2009 وقد حذرت اللجنة الوطنية للسندات منذ إصدار هذه السندات المستثمرين خلال سبع مناسبات من الاستثمار فى شركة نيوفا روماسا، وبالرغم من ذلك اشترى حوالى خمسة آلاف مستثمر سندات بالشركة تقدر بمائة وأربعون مليون يورو.

وقد ذكرت الشركة فى الوثائق المقدمة للمستثمرين المحتملين بأن عائدات السندات المصدرة سيتم استخدامها فى عمليات الاستحواذ ولكن ما لم تذكره الشركة أن البنوك قد أوقفت شركة نيوفاروماسا عن العمل لعدم سدادها القروض المستحقة عليها وأن الشركة قد استخدمت هذه العائدات لدفع الديون للبنوك، وبذلك أصبحت الشركة مدينة بسبعمائة مليون يورو للبنوك وخمسين مليون يورو كمساهمات مدينة بها لإدارة السندات الاجتماعية بأسبانيا فضلا عن ستة ملايين يورو كأجور غير مدفوعة مما عرض الشركة للإفلاس فى منتصف شهر فبراير الماضى وبلغت مديونية مجموعة من الشركات الفرعية بالشركة مائة وتسع وخمسون مليون يورو صافى وهذه الشركات هى كليسا للألبان - دول للحلويات والأيس كريم - ترابا وإلجورياجا للشيكولاته - كويساريا منيوركونيا للجبن - هبرامر للبيض - كارسيسا للحوم - جارفى للبراندى فضلا عن مجموعة هوتاسا الفندقية.

وتمثل نقابتى الأغذية الزراعية والمنضمين للاتحاد الدولى ما يقرب من خمسة آلاف عامل داخل شركات نيوفا روماسا للأغذية ويعمل بالمجموعة خمسة آلاف عامل آخر فى شتى الأعمال التجارية، وقد توافد العاملين بشركة نيوفا روماسا من كافة أنحاء أسبانيا لتنظيم تظاهرة وطنية يوم 12 مارس(أذار) 2011 والتى جاءت فى أعقاب عدة تظاهرات محلية وقعت منذ شهر يناير(كانون الثانى) الماضى، وقد ناشدت النقابتين الحكومة الأسبانية بالتدخل لإيجاد حلول عملية وفورية للصعوبات الاقتصادية التى يواجهها العمال وأسرهم فضلا عن أن هذه الأزمة تؤثر أيضا على القطاع الزراعى وقطاع الثروة الحيوانية بأسبانيا، وناشدت النقابتين الحكومة بالالتزام بالدفاع عن الصناعة الغذائية الزراعية باعتبارها إحدى الصناعات الحيوية بالدولة.

غير أن رد الفعل الحكومى الوحيد (حكومة مينوركا - جزر بالياريك) أنها اتفقت على سداد واحد مليون يورو كمقدم للعمال فى كويساريا مينوركوينا، وكانت شركة نيوفا روماسا قد استحوذت على هذا المصنع للأجبان من شركة كرافت فى عام 2009 ووقعت معها اتفاقية تصنيع مشتركة لمدة ثلاث سنوات غير أن شركة كرافت أنهت التعاقد بسبب التأخير المتكرر فى التوريدات.

ولذلك أعلنت شركة كرافت عن إغلاقها لمصنع الجبن فى شهر ديسمبر (كانون الأول) 2008 إلا أنه نظرا للحملة النقابية الشديدة والتى دعمتها الحكومة والمجتمع المدنى وافقت كرافت أخيرا على بيع المصنع إلا أنها لم تبيع العلامة التجارية التى تنتجها منذ عام 1930 وبذلك تجنبت كرافت دفع أى تعويضات مالية للعمال إلا أنها أكدت على استمرار عائداتها من بيع منتجاتها ذات العلامة التجارية والتى نقلتها إلى مصانع كرافت الأخرى.