Home

الأطباء يؤكدون وجود صلة بين إصابة عامل بمصنع روكت بالولايات المتحدة الأمريكية بدرجة متقدمة من السرطان المرتبط بطبيعة العمل

03.05.11 Urgent Action
نسخة للطباعة

يعاني كونراد فيدلر من سرطان متقدم بالرئة غير قابل للاستئصال. حيث يعمل كونراد في مصنع شركة روكت بأمريكا في كيوكوك بولاية أيوا منذ عام 1996 حتى شهر يونيو الماضي عندما أضطره المرض إلى التقاعد في 28 سبتمبر 2010 وهو نفس اليوم الذي أبعدت فيه الشركة مئات من أعضاء النقابة بحجة مطالبتهم بالحق في التفاوض من أجل التوصل لاتفاق جماعي كما قررت شركة روكت أن ترفع حصة كونراد من التأمين الصحي بقدر يفوق الألف دولار في الشهر لترتفع من 380 دولار إلى 1467 دولار شهرياً.

وطبقا لما ورد في مقال نشرته صحيفة (أيوا ديلي هوكآي) يقول الأطباء أن «استنشاق فيدلر للأتربة والروائح أثناء أداء عمله اليومي قد يكون السبب وراء إصابته بسرطان الرئة».

فقد بدأ فيدلر عمله في مصنع روكت منذ 15 عاماً في قسم الذرة والمأكولات الصلبة والمحليات وكان يقوم بمعالجة المحليات لتحويلها من الحالة السائلة إلى الصلبة ثم تعبئتها يدوياً وحسب ما ورد في صحيفة هوكآي فإن «الميكنة لم تكن قد توفرت بعد وكان يقوم فيدلر بمعالجة نحو 35000 رطل من المحليات المسحوقة في كل دورة مدتها ثمان ساعات وتعبئتها في أكياس تزن 50 رطل». ويمضي المقال قائلاً أنه «في مارس 2000، انتقل فيدلر إلى قسم تجفيف وتبخير البذور حيث يتم فصل البذور من الذرة ووضعها في المجففات لتنتج مسحوق أصفر اللون للاستعمال في عربات القطارات وترسل بعضها إلى احد عملاء المصنع وهو آرتشر دانيلز مدلاند».

وعادة ما تمتلئ غرفة التحكم بالمسحوق علي هيئة تراب دقيق رغم المراوح العديدة التي قلما تعمل وقد ظلت إحدى مراوح السقف معطلة لمدة ستة أشهر كاملة. يعمل بالقسم خمسة رجال في ثلاث ورديات يتعرضون لاستنشاق مركبين: أولهما هو ثاني أكسيد الكبريت في مصنع روكت القديم والمركب الثاني فهو المنظف الصناعي الكاوي الذي يستخدم في المبخرات السبع بالقسم التي يتم تنظيفها كل 24 ساعة ويترك السائل المنظف في خزان مفتوح 6 قدم في العرض و10 قدم في الارتفاع.

ويقول فيدلر: «أننا نستنشقه طوال الوقت بل وقد يخترق الجلد ويترك فجوة به. ويحتوي المنظف على مادة متسرطنة ولم يوفر المصنع أجهزة تنفس صناعية مزودة بقناع كامل للعاملين سوى منذ خمس أعوام فقط ولكنها لا تستخدم سوى لمهمة واحدة فقط».

وبعد أن تم استبعاده منذ سبعة أشهر، تولى القيام بعمله عاملين من ولاية أوهايو من شركة (لاست، بست أند فاينال) وهي متخصصة في توفير العمالة أثناء النزاعات التي تمس الصناعات المختلفة أو عاملين تم استدعائهم من مصنع روكت غير النقابي في ولاية الينوى أو بعض المديرين … لا يعلم أحد الحقيقة إذ أنه يحرم على النقابيين الدخول إلى المصنع.

ومنذ استبعاده، قام مصنع روكت بالإعلان عن وظيفة شاغرة وهي وظيفة «مدير قيادة الأمان» وعمله أن «يقود تغيير في ثقافة العاملين بالمصنع لضمان الأمان القائم على السلوك الذاتي».

وبدأت صناعات التأمين الأمريكية بتطبيق مبدأ الأمان القائم على السلوك لتقلل من مسئوليات الشركات وبالتالي التعويضات وتم تطبيقه بجدية في مصانع دوبون الكيميائية العملاقة تحت مسمى «الحياة الأفضل عبر الكيمياء» بناء على تشريد الفكر بعيداً عن المنظمة العاملة وأساليبها والمواد المستخدمة ليتركز اللوم على العامل ذاته وطبقاً لهذا النظام، فإن جذور الأمراض والحوادث والإصابات المهنية تكمن ليس في مكان العمل ولكن في السلوك غير الآمن. وتعد الحوادث أخطاء فردية مما لا يستدعي إرساء برنامج متكامل للصحة والسلامة ولا إلي لجنة نقابية للسلامة والصحة المهنية لتمكين العاملين من تحديد المخاطر وتعمل معهم عبر الاتحاد النقابي للتخلص منها.

وفي حالة جيف فيدلر، فإن الأمان القائم على السلوك لم يكن ليمنع عذاب سرطان الرئة أو المصاريف الإضافية الخاصة بالعلاج الكيميائي لإطالة عمره حتى يتمكن من تدبير حياة أرملته بعد وفاته إذ أن الأمان القائم على السلوك يعاقب العاملين الذين يصابوا أو يمرضوا أثناء العمل حيث يصبح هدف الشركة هو الوصول إلى حد الصفر في الحوادث المهنية ويربط الحوافز والمكافآت بعدم حدوث أي إصابة مهنية ويشجع العاملين على العلاج الطبي خارج أنظمة الحماية المهنية بل ويتم تصنيفهم حسب ميولهم الطبيعية للتعرض للحوادث والإصابات و"سلوكهم غير الآمن" أما إذا أصيبوا بالسرطان ... ؟ عاد اللوم على المصاب.

وفي الواقع، فهناك حاجة ملحة لوضع عقد نقابي و إنشاء لجنة نقابية للسلامة والصحة المهنية من أجل عمال روكت بينما تعمل روكت على تدمير اتحاد العمال رغم أنها حصلت عام 2009 على جائزتي «الاقتصاد المسئول» و«الممارسات البيئية الجيدة» من قبل «ريزو اليانز» الفرنسية تكريماً لدورها الاجتماعي والبيئي المسئول وجائزة عام 2010 في شهر فبراير لتقديمها «أحسن أول تقرير تنموي مستدام» من قبل الهيئة القومية للمحاسبين القانونيين.

ومنذ سبتمبر 2010، يواظب أعضاء (BCTGM) على جمع المعلومات في مصنع كيكوك رغم الشتاء القارص والأمطار الغزيرة والسيول ورغم ندائهم المتكرر للعودة إلى مفاوضات حسنة النية ونهاية للاستبعاد الذي تعرض له العاملين، إلا أن الشركة لا تزال متعنتة وتأبى الخوض في مفاوضات جادة.

لدعم العاملين في شركة روكت، اضغط هنا لترسل رسالة إلى الشركة للمطالبة بإنهاء الاستبعاد والشروع في مفاوضات جادة.